قال تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
معوقات الزراعة في الوطن العربي وحلولها
كما تعلم أن الوطن العربي يعاني من نقص كبير في الزراعة مقارنة بالإنتاج العالمي ، فالتصدير لدينا قليل جداً والإنتاج لا يكفي الاستعمالات الداخلية له ، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي ، وأهم أسباب هذا النقص كثرة الأراضي الغير صالحة للزراعة لدينا ، فلو اتبعنا الطرق الحديثة للزراعة وقمنا باستخدام الطرق الحديثة والآلات المتطورة لذلك ، لكنا قد استطعنا زراعة ما يكفينا ، بل وأكثر
في البداية يجب علينا الاطلاع على أهم المشاكل والمعوقات التي تعتبر حاجز عن التنمية الزراعية ، وهي قلة الموارد المائية والاعتماد على المياه الجوفية في الزراعة في كثير من دول المنطقة * (لعدم توافر مصادر مائية (في الخليج (افتقار التربة للعناصر الغذائية (في أغلب مناطق الوطن العربي * تربة معظم أراضي الوطن العربي رملية وهذا يؤدي إلى عدم مقدرتها على الاحتفاظ بالماء * مناخ الوطن العربي بشكل عام صحراوي ، حيث ترتفع درجة حرارته صيفاً إلى ما يقارب 50 ْس * وتنخفض شتاءً إلى ما يقارب درجة الصفر السيليزي تتعرض المنطقة في فصل الشتاء لتيارات هوائية باردة ورياح حارة صيفاً مما يساعد على زيادة معدل * تبخر ونتح المياه قلة الأمطار بشكل عام في المنطقة ، فالأمطار تسقط شتاءً ولكن لا يستفاد منها لأنها تتجه إلى * المنحدرات وبالتالي إلى البحار ، وكذلك أشعة الشمس التي تسقط عمودية معظم أيام السنة فتسبب تبخر المياه للتربة دور كبير في نمو النباتات ، فهي الوسط الذي تنبت فيه النباتات ، وتمتد جذورها خلالها وتحصل منها على حاجاتها من الماء والعناصر الغذائية اللازمة لنموها ، وإذا كانت التربة فقيرة بالموارد الغذائية - وهذا هو الحال في معظم مناطق الوطن العربي ، وخصوصاً دول الخليج - فحتماً سوف يقل المحصول الزراعي ، بل ربما لا نستطيع زراعة أي نوع من النباتات سوى النباتات الصحراوية ، إن النباتات لها : شروط في التربة لنموها ، وهي الكمية المناسبة من الماء الصالح للري الموجود في التربة * الأملاح العضوية والمعدنية القابلة للذوبان في الماء حتى تستطيع الجذور امتصاصها * التهوية الجيدة اللازمة لتنفس جذور النبات * : إن السبب في أهمية التربة للنبات تكمن في تثبيت النبات وتدعيمه في موضعه * إمداد النبات بحاجته من الماء والأملاح المذابة فيه التي تمتصها الجذور * إمداد الجذور بحاجتها من الأكسجين اللازم لتنفسها من الهواء الموجود بين حبيبات التربة * إن الوطن العربي يحتوي على أراضي شاسعة أغلبها ذات تربة رملية ، أي أنها لا تستطيع الاحتفاظ بالماء ولا النيتروجين الجوي الضروريان لحياة النباتات ، ولذلك يجب علينا استصلاح هذه الأراضي التي تشكل : جزءاً كبيراً من الوطن العربي ، وتتم عملية استصلاحها كالتالي إضافة الأسمدة العضوية الطبيعية والطين لتحسين خواصها الطبيعية * إضافة مواد تحتفظ بالماء مثل مادة الفيرموكولايت * استخدام طريقة الري بالرش * زراعة النباتات البقولية مثل العدس والبرسيم لوجود العقد البكتيرية بجذورها حيث تمد البكتيريا النبات * بالنيتروجين الذي تستطيع تثبيته من الهواء الجوي ، فتعمل على زيادة خصوبة التربة إن النباتات تحتاج لعناصر عديدة لكي تعيش وتنمو ، - ومن أهم هذه العناصر هي الكربون والأكسجين والهيدروجين والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم والكبريت والحديد والنحاس والزنك والمنجنيز والبورون - فالنباتات كما تعلم كائنات حية كباقي الكائنات الحية الأخرى تستهلك العناصر التي تحتاجها ، ومع زيادة الاستهلاك تقل هذه الموارد في التربة ، فتصبح التربة غير صالحة للزراعة ، فيقوم النبات بعدم إعطاء المحصول المطلوب منه ، ومن هذه المشكلة أصبحت الحاجة ملحة لاستخدام الأسمدة (الأسمدة مقسمة إلى نوعين أساسيين هما الأسمدة الطبيعية (العضوية) والأسمدة الصناعية (الكيميائية : وكل نوع له فوائده واستخداماته الأسمدة الطبيعية : هي المخلفات الحيوانية والنباتية من الروث وبقايا النبات. وللأسمدة الطبيعية فوائد : وهي تعويض التربة عما تفقده من عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بصفة خاصة وبقية العناصر * بصفة عامة تحسن خواص التربة الرملية فتعمل على زيادة تماسكها وتزيد محتواها من العناصر الغذائية،وقدرتها * على الاحتفاظ بالماء تحسن خواص التربة الطينية فتعمل على زيادة مساميتها وتهويتها * تزيد محتوى التربة من البكتيريا النافعة * الأسمدة الصناعية : هي مركبات صناعية تحضر بغرض إمداد النبات بالعناصر الغذائية الأساسية لنموه. : SO4(NH4)2 والأسمدة الكيميائية أنواع مختلفة ولكننا سوف نركز على سماد كبريتات الأمونيوم يفضل استعمال كبريتات الأمونيوم في تسميد الأراضي ذات القلوية العالية مثل معظم أراضي دول الخليج وذلك لأن النبات يمتص أيون الأمونيوم بمعدل أكبر من امتصاصه للكبريتات ولذلك تتخلف الكبريتات في التربة. ومن المعروف أن الكبريتات أيون حمضي التأثير فيعادل جزءاً من قلوية التربة ويحسن صفاتها كما يساعد على تحويل المركبات الغذائية غير الذائبة إلى ذائبة يسهل على النبات امتصاصها. ويتصف بصفات طبيعية و تخزينية جيدة ، لذلك يستعمل صيفاً وشتاءً : مميزات الأسمدة الصناعية قليلة ولكنها مفيدة ، وعيوبها كثيرة ، ومميزات الأسمدة الصناعية هي سريعة الذوبان في الماء * لا تحتاج إلى وقت تتحلل فيه ، بل يستفيد منها النبات بمجرد ذوبانها في الماء * : عيوب الأسمدة الصناعية هي لا تبقى في التربة السطحية من التربة إلا لفترة قصيرة ، حيث أن جذور النبات تكون في الطبقة السطحية * فلذلك لا يستفيد من أغلبها تتسبب في زيادة نسبة أملاح النيتروجين في مياه الشرب (الآبار - الأنهار) ، وهذه لها أضرار كبيرة * على صحة الإنسان ، لأنها تسبب له أورام خبيثة زيادة هذه الأسمدة تصيب النبات ببعض الأمراض ، لذلك يجب عدم الإسراف في وضع السماد * تحتوي أنسجة النباتات على 70 % - 80 % من وزنها ماء ، فلذلك هي تحتاج إلى الماء بوفرة ، فإذا تم ترك النبات من غير ماء فسوف يموت ، وكذلك عند إغراق التربة بالماء فسوف يحل محل الهواء اللازم للتنفس فتموت النباتات ، فلذلك يجب وضع كمية مناسبة من الماء للنبات وتوجد عدة أنواع للري أفضلها لحالة الوطن العربي عامةً والخليج العربي خاصةً هي الري بالتنقيط ، والري بالرش : الري بالتنقيط العالم الإسلامي يحيى بن محمد بن أحمد الشهير بابن العوام الأشبيلي كان أول من قام بتطبيق نظام الري بالتنقيط ، وهذا العالم نشأ بالأندلس واشتهر بكتابه " الفلاحة الأندلسية " الذي ترجم إلى عدة لغات أجنبية ، وقد شرح في كتابه طريقة الري بالتنقيط ، وفكرتها تتلخص في أنه وضع بجوار النبات إناءً فخارياً مملوءاً بالماء فيخرج الماء من مسام جدار الإناء ليمد النبات بحاجته منه ، وقد حققت هذه الطريقة توفير كمية كبيرة من الماء ، وبني على هذه الفكرة نظام الري بالتنقيط حيث تتم إضافة الماء إلى الأرض على شكل قطرات أو تزويد كل نبتة مباشرة بمياه الري بمعدل بطيء ومنتظم ومتجانس : وعن طريق الري بالتنقيط نستفيد كثيراً ، و هذه الفوائد هي التوفير في كمية الماء المستخدمة ، وقد يصل التوفير إلى 80 % من الكمية بالنسبة للري العادي * عدم فقد الأسمدة أو المبيدات بالرشح إذا ما أضيفت إلى ماء الري * غسل الأملاح بعيداً عن النباتات حيث تتجمع الأملاح على حواف المنطقة المبتلة وتكون بذلك بعيدة عن * جذور النبات زراعة المناطق الشحيحة والصحراوية في مياه الري * زيادة المحصول الناتج وذلك لتجانس الرطوبة الأرضية طوال موسم النمو * إمكان زراعة محصولين أو أكثر بالتتابع في نفس التربة دون الحاجة إلى تجهيز الأرض من جديد * : الري بالرش هو تقليد لري المطر الطبيعي ، والغرض من استخدامه أساساً هو التوفير في ماء الري ، وكذلك خلط الأسمدة بماء الري |
قسم العلوم |
لأفضل مشاهدة يرجى ضبط دقة الشاشة على 800 × 600